أياكم والدخول على البهائم

قد سررت كناشطة شرعية عندما قرأت الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الصحوية - سبق – حيث جاء ما نصه :

( عبير الرجباني- سبق- الرياض: حكم قاضٍ في العاصمة الرياض بسجن شاب في الثلاثين من عمره لمدة شهر وجلده ثمانين جلدة لإقدامه على ارتكاب الفاحشة في شاه.

وأوضح مصدر لـ"سبق" أن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعروا بحركة مريبة في أحد الأحواش المخصصة لتربية الأغنام، وذلك في وقت الصلاة، وعند استطلاعهم للأمر تبين وجود شاب يمارس الفاحشة في شاه.

وذكر المصدر أنه تم الحكم على الشاب، الذي دافع عن نفسه بقوله "لست بعقلي"، بالسجن لمدة شهر والجلد نظير فعلته، في الوقت الذي أكدت فيه عائلته أنه يعاني من حالة نفسية)

http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=5&id=9049

وقد انتشيت عزةً وأنفةً وأنا أرى نمور الحسبة يلاحقون وطأة البهائم ، بعد أن لاحقوا وقتلوا وطأة النساء ، ولن التفت إلى من شكك بالقصة وزعم بأنها ملفقة وأنها رواية مجاهيل دون إسناد ، ومن ذلك ما قاله الكويتب بهجت الأباصيري في مقالته الموسومة ( الترقيع بالكذب ) عليه من الله ما يستحق حيث قال : ( أين الناطق باسم الهيئة أو باسم وزارة العدل حتى يؤكد لنا تلك الأسطورة ) وكأنه يومي بتلفيق القصة ، عليه لعائن الله تترى إلى نزول المسيح بن مريم ، وقد حرّك الأخوة في جهاز الهيئة دعوى حسبة على الكاتب كما ذكرت سبق .

ورداً على المشككين الظانين بالمحتسبين لله ظن السوء فقد تابعنا - كناشطات شرعيات - تلك القضية من بدايتها عن طريق أحد (فحول) الحسبة الذي روى لنا القصة كاملة غير منقوصة حيث قال : ( كانت تلك القاصر من البهائم أحد الماعز التي شاركت في مسابقة مزايين الماعز في العام الفارط ، وكان الواطئ يترصّدها ويتعرض لها ويرقـّمها بجهاز قنطرة الإحليل (تعريب البلاك بيري ) ويتصيدها ويتحرش بها ، وحاول غير ما مرة أن يرشي الراعي بأن يهييء له خلوة معها لكنه رفض وأبلغ جهاز الحسبة بذلك ، وتمت مناصحته والستر عليه وعلى البهيمة ، إلا أن ذلك الواطئ لم يرعوي وظل في غيه يلاحق تلك البهيمة المكلومة ويرسل لها بوكية (شعير ) وباقات من (العلف) وما تيسر من (التبن ) ويرسل معها قصائد غرامية ، ثم بدأ يبتزها بصور وشريط فيديو قام بتصويره للضحية وهي تعيش لحظات حميمية مع تيس في خلوة غير شرعية في أحد (الزرائب المفروشة ) ، فما كان منها إلا أن أبلغت (الهيئة العليا لمكافحة الابتزاز ) في جهاز الحسبة ، فلبوا نداء البهائم على عظم ما تحمله أكتافهم من مهام جسام تعجز عنها الشواهق من الجبال ، وما حالهم إلا كما قال الشاعر :

رب وا معتصماه انطلقت ملء أفواه (الشياه) اليتم

لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

(الشياه : جمع شاه وهي بهيمة معروفة )

يقول رحمه الله : (وتم استدراج المذكور لزريبة المذكورة بعد أن نُصب كمين مؤصل بالكتاب والسنة للمذكور ؛ وذلك بالتعاون مع أحد الفضلاء من التيوس المتعاونين مع الهيئة ، وبُلغت الماعز الضحية بأن تصلح من شأنها وتستدرجه بمعسول القول وتقول له هيت لك ، وقد فعلت، وكان قائد فرقة المداهمة الزميل صريع عيثوم أبي الأسود البهائمي (عيثوم أنثى الفيل) والذي كان مبتلى بوطئ البهائم من الإناث وتم سجنه في اندونيسيا بعد أن ضبط يضاجع إحدى إناث الفيلة ، وتاب وتاب الله عليه ، وأصبح متخصصاً في معرفة الأنات والتأوهات الجنسية للبهائم ، حتى أنه – وبفضل من الله وحده - يفرق بين ثُغاء البهيمة التي تريد وطأً وبين تلك التي تريد شراباً أو طعاماً ، وقد استعين به في مراكز دولية وله أبحاث عملية محكمة في علم (الصوتيات البهائمي الشرعي ) وبعد خروجه من السجن بعد أن حفظ القرآن عـُيّن رئيساً لوحدة مكافحة وطئ البهائم في الهيئة ، وله كتاب مطبوع بعنوان (حكايتي مع عيثوم ) .

وبعد أن تم استدراج المذكور وضبطه في حالة (الميل والمكحل) تم تفتيش جواله ووجد فيه عدد من الصور الخالعة لشياه وإتان (الأتان : أنثى الحمار) وملفات فيديو للضحية ورسائل غرامية لها ولغيرها من البهائم ، وتم بحمد الله إحالته إلى المحكمة الشرعية وحكم بتعزيره .

ويستطرد الشيخ (وهناك الكثير من الحالات المشابهة سوف يتم الإعلان عنها في حينها، ومنها تمكن وحدة مكافحة وطء البهائم من ضبط أحد كبار العلمانيين في هذ البلد- تحتفظ الشيخة باسمه - بالخلوة بسلحفاة وعندما تم القبض عليه متلبساً قال بأنها من القواعد من النساء بحكم أن السلاحف من الحيوانات المعمرات ، إلا أن تلك الحيلة لم تنطلي على المشائخ - حفظهم الله- الذين يعرفون خوالج الواطئين من الجن والإنس ، وسوف يتم إحالته إلى المحكمة قريباً ) انتهى كلامه رحمه الله .

ولنا - كناشطات شرعيات في بلاد الحرمين - أن نعجب وحق لنا أن نعجب عن هذا الصمت وكأنه صمت القبور من لدن الصحافة التي ابتليت بها بلاد الحرمين عن ذلك الإنجاز الذي أقل ما يمكن وصفه بأنه ؛ تاريخي ، وهي الصحافة التي أفردت صفحات كاملة للتشنيع بشيخنا وقرة أعيننا وعائذنا من النار (بش مهندس) يوسف الأحمد لمجرد أنه أراد هدم الحرم المكي الشريف غيرةً لدين الله ، كما نجد كميراتهم تلاحق إمام الاختلاط وحبره في هذا الزمان أطخم بني نجيم الشيخ محمد النجيمي لمجرد خلوة (عابرة) في بلاد الكويت حيث كان حفظه الله (عابراً) لبلاد الصومال لمناصحة القراصنة هناك ومر مرور الكرام على الكويت وحصل الاختلاط والرقص غير المخطط له وأخذ - حفظه الله - من حيث لا يدري ولعمري إن هذا لهو البلاء للمؤمن ، ومع هذا شنت عليه صحافة بلاد الحرمين حملةً ولا نابليون لها ؛ حتى بدأ الصالحون والصالحات في هذه البلاد يفيقون على فضيحة من فضائح مشائخنا وينامون على أخرى ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .

كما أن هذه القصة جاءت لاطمةً لكل أدعياء الحرية الذين يطالبون بإلغاء الهيئة ؛ فمن يحمي أعراض بهائمنا بعد أن تُفَكَكْ ؟ وكيف لنا أن ننام آمنين على شياهنا ومعزنا و أتاننا ( الأتان أنثى الحمار) بعد أن يُسَرّح خراتيت الحسبة ؟ وقولوا لنا يا آل ليبرال : من سيحمل لواء مكافحة منكرات البهائم بعد أفول تلك الكوكبة المباركة المستنيرة بنور الله ؟

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا

ولله در ذلك القاضي الهزبر الذي لا تأخذه في دين الله لومة لائم ، حيث انتصر لبهيمة مغتصبة ليثبت للعالم بأن قضائنا الشرعي مأزر الحقوق ورافع لواء حقوق الناس والبهائم على حد سواء ، فأين أنتم يا من شنعتم على قضائنا الشرعي ووصمتموه بأنه غير إنساني وأنه رجعي لمجرد أن أمضى زواج جارية قد بلغت مبلغ النساء وأصابها الطمث حتى وأن كان عمرها تسعاً اقتداءً بسنة حبيبنا ورسولنا عليه أزكى الصلاة والسلام ؟ فهاهو القضاء الشرعي ذاته ينتصر لبهيمة اغتصبت رافعاً لواء حقوق البهائم ومن باب أولى أن يكون نصيراً لحقوق المرأة الشرعية المنضبطة بالكتاب والسنة وفتاوى علماء السلف والخلف، بل إنه وكما انتصر لتلك البهيمة فإنه سيكون سبّاقاً لنصرة النساء والذود عن حقوقهن المشروعة ، وإني أتحدى كل ناعق ضد قضاتنا أن يأتيني بحكم قضائي أصدرته محاكم بلاد الغرب الكافر ينتصر لبهيمة وهو رافع لواء حقوق الإنسان والمتشدق بها صباح مساء :

أولئك قُضَاتي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا بخيت المحاكم

(بخيت : بن بخيت وهو كاتب ليبرالي معروف )

أما دعاة الاختلاط وباعته ومسوقيه في هذا الزمان ؛ فسوف تُخْرِس تلك النازلة ألسنتهم، فهاهي البهائم لم تسلم من تسلط الرجل فكيف سنسلم منه نحن إماء الله ، وخصوصاً اللاتي ابتلانا الله بالحسن والجمال ، وكأن العزيز الحكيم قد قيض رجال الحسبة ليثبتوا للناس فساد قول دعاة السوء وفساد مذهبهم ومخالفتهم لسلف هذه الأمة وقرونها المفضلة التي كانت تتشدد في الخلطة حتى منعت خُلْطة البهائم وذلك فيما يرويه بن أنجشة المخزومي عن تُويس بن بغلان الحِمْصي يقول : ( كانت الماعز ترعى حَجْرةً من التيوس ) ومع تلك النصوص القامعة الباقعة لازلنا نسمع من الرويبضة من يريد أن يخرجنا معاشر النساء من دورنا ويسلب منا عفتنا .. أفلا تفقهون أفلا تعقلون .

وسنسمع من يقول بأن تلك الكرامة الاحتسابية وتلك القصة إنما هي بسبب الكبت الذي يزعمون زوراً وبهتاناً بان رجال الحسبة يمارسونه على الرجال والنساء فزهد الرجال بالنساء فلم يجدوا إلا بهيمة يقيمون معها علاقة !! وماقولي إلا كما قالت الشيخة صباح أطال الله عمرها على طاعته :

قول عني ما تقول *** صوبي كم صعب الوصول *** و اللي ما يطول العنب ***حامض عنه يقول ( أو كما قالت فحظها الله ) .

وإن كان هناك ملاحظة على الحكم القضائي الشرعي المذكور فهو عدم نصه على الحكم بقتل البهيمة كما جاء في الحديث الصحيح ( من وجدتموه على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة) ويبدو أن الخبر الذي أوردته الوكالة الصحوية - سبق - لم يكن كاملاً ونعيذ بالله مشائخنا وقضاتنا أن يفوتهم ذلك الحكم الشرعي العظيم ، ولا سيما وأن هناك دراسات محكمة ورسائل ماجستير ودكتوراه صدرت من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ؛ تُفصّل ، وتبين ، و تحلل ، وتشرح ، وتوضح ، حكم الموطوءة من البهائم ، ودونك هذا الرابط لفتوى لشيخنا وقرة عيون العوانس من النساء ؛ الشيخ محمد المنجد - حفظه الله- لنا معاشر العُنس من طويلبات العلم :

‪http://www.islamqa.com/ar/ref/112173

وحيث عرف القرافي – رحمه الله - وغيره قاعدة سد الذرائع بأنها " الحيلولة دون الوصول إلى المفسدة إذا كانت النتيجة فسادا" فإننا نكرر مطالباتنا المتكررة - كناشطات شرعيات - بأن يشرعن ويقنن تغطية عورة البهائم من الإناث سداً لذريعة الزنا والخلوة المحرمة وان يمنع (سربتيز) البهائم الذي نراه في تجمعاتها مثل أم رقيبة وغيرها حيث يعتلي الذكور الإناث بمرأى من الناس وان تغطى عورات الذكور من البهائم حتى لا يكون هناك عمليات وطئية على الهواء مباشرة حتى لا تثير الغرائز ، وقد أصلّنا ذلك شرعاً في بياننا الموسوم (يا أهل الحرمين أمسكوا عليكم بهائمكم ) مع كوكبة من الناشطات الشرعيات .

كما أننا نعيد التأكيد على عدم شرعية ما يسمى بمزايين الماعز ومزايين الإبل لما فيها من التعري المنهي عنه شرعاً والمثير للنساء والرجال ، و لأنها ستكون ذريعة لأن يطالب العلمانيون بمسابقة مماثلة لمزايين النساء في بلاد التوحيد ، لذا وسداً لتلك الذريعة فإننا نرى عدم جوازها قولاً واحداً ونطالب القائمين عليها بأن يتقوا الله فينا معاشر النساء ويمنعوا تلك المسابقات التي ما أنزل الله فيها من سلطان .

كتبته ذات مساء :

الشيخة غير المختلطة :

حصه الهاجري – ناشطة شرعية

الصرار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليق و تعقيب من الوالد الشيخ مساعد البقمي حفظه الله :

( لا يعني نشر تلك المقالة على مافيها من الأخطاء المنهجية وعدم التأصيل الشرعي من تخريج الأحاديث وعزو النقول وشرح الغريب ؛ رضانا عن نهج صاحبة المقالة وسلامة عقيدتها ولا يعني بحال من الأحوال تجويزنا للمرأة أن تزاحم الرجل في الكتابة وغيرها فنحن نرى – كما بينا في أكثر من مناسبة – أن الأية الكريمة ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) [الأحزاب: 33] تشمل المعنى الحسي والمعنوي فكما لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها فتزاحم الرجال في العمل ونحوه ؛ فكذلك لا يجوز لها أن تزاحم الرجال في ميادين الكتابة وغيرها ، وخصوصاً وأن فرض الكفاية سقط عنهن بوجود فحول من الرجال يبينون أحكام الإسلام ويذودون عنه و يواجهون أعداءه من العلمانيين وغيرهم .

لذا وجب التنويه .)

أملاه على عَجَلَةٍٍ من أمره :

الشيخ مساعد البقمي حفظه الله

الحبشة ).