مجالس الشيخ والشيخه

المشــرف العام : الشيخ مساعد البقمي
نائبة المشرف العام : الشيخة حصة الهاجري

صورتي
الاسم:
الموقع: صامطه, Saudi Arabia

طُوَيْلِبُ عِلْمٍ مُهْتَمٌ بالرُقْيَةِ والعِلْمُ الشَرْعٍي وتَفْسيرِ الأحْلَام وإصْدَارُ الفَتَاوى الشَّرْعِيَّةِ بَيْن الفَيَّنةِ والأخْرَى ومُكَافَحَةِ المُنْكَرَاتْ الظَاهِرةِ مِنْها والبَاطِنَةِ , ودَعْمُ هَيْئَةُ الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَهْي عن المُنْكَرِ , ومُجَاَلدَةُ العِلْمَانِيَّينَ واللِّيبرَاليَّين بالقَلَمِ والسِّنّانْ, وذَلِكَ كُلَّهُ بالمُشَارَكَةِ مَعْ الشَّيْخَه حصَّه الهَاجْرِي , وهي من أخواتنا الصًّالحات , الدَّاعيَات ,وهَذا لا يَعْنِي بالضَّرُورَةِ رِضَانَا عَنْ مَنْهَجْ المَذْكُورَةِ وسَلَامَةَ عَقِيدَتَهَا.

الأربعاء، ٢٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

محاكمة الشيخ والشيخه

(1)

دخل عليَ حاجبي وقال : إن هناك شاباً يستأذنك بالدخول , فنظرتُ إلى ساعتي فإذا الوقت ظهراً قبيل بلوغ ظل الشيء مثله , وهو وقت لا يدخل عليّ فيه إلا طلبة العلم , ممن تجاوز ثقل لحاهم عشرين رطلاً فأكثر , فقلت :ويحك يا حاجب !! ألا تعلم في أي وقت نحن ؟ قال : بلى وقد وزنت لحيته بمكيال ) شُعَيْرة ) فكان وزنها دون النصاب الشرعي للولوج في هذه الساعة , إلا أنه الحَّ بالسؤال وقال إن لديه ما تنأى بحمله الجبال وبكى , فقلت له : إذاً أدخله لنرى حاجته .

فدخل علي شابٌ مستنير الوجه ذو لحية لولبية , وإزار منكمش لنصف ساقه , وساقان أحمي عليهما في مطاعم المندي حتى تورمت , و يجر خلفه إلية متكورة من أثر المثلوثة , فأنكب عليَّ وهو يقول : هلكت يا شيخي هلكت , فقلت : وما أهلكك يا ولي الله ؟ فأخرج ورقة من جيبه وقال هذه يا شيخ , فو الله إني لأحملها وكأني أحمل جمرة من نار , وبكى بكاءً شديداً , فتناولت الورقة فإذا هي من المحكمة وقد كتب فيها :

سماحة الوالد الإمام الشيخ مساعد البقمي حفظه الله ورعاه

فإني أحمد الله إليك , الذي لا إله إلا هو , الذي أذلَّ أعداءك , ونَصَرَ أوليائك , وقذف محبتك في قلوبك محبيك , وخصوصاً من الجواري, وأيدك بنصره ورعبه , ثم أما بعد :

فقد ألحَّ علينا بعض الفسقة من بني علمن , على أن يناقشوك أنت وجاريتك سماحة الوالدة الشيخه حصه الهاجري حفظها الله , ومعاذ الله أن أقول يحاكمونكما , لزعمهم بأنكما سفهتما أحلامهم , وسببتما مشائخهم وأصنامهم , ولم أجد مخرجاً من إزعاجك في خلوتك بأن تختار يوماً لتُطَهِرَ ساحة المحكمة أنت وجاريتك , وتُلْجِمَ أعداءك حجراً , وتخرس أقلامهم وألسنتهم .

والأمر أوله وأخره إليك , وإني استغفر الله وأتوب إليه , إن كنتُ قد أرَّقت مضجعك يا إمام المحتسبين .

وصلى الله وسلم على آله وصحبه وسلم .

رئيس محكمة كذا وكذا

فهمهمت وقلت : إنه (الابتلاء) فمسحتُ على رأس ذلك الشاب, فقال إني أخشى يا شيخ من سوء الخاتمة جرَّاء تلك الورقة , واطلب أن تدعو الله لي بالمغفرة من كبيرة المشاركة بهذه الجريرة , فقلت : لا عليك يا بني , قد كان من قبلنا يلاقون أصناف الأذى , وتُنْشَرُ مفارقهم بالمناشير الكهربائية , لا يصرفهم ذلك عن دعوتهم , وأخبر من وراءك أني آتٍ إلى محكمتكم بعز عزيز أو بذل ذليل .

فخرج من عندي يجر معه ما تيسر من أذيال الحزن والمهانة , وما أن انغمست ملامحه في ظلمة السرادق المؤدي إلى خارج صفتي , حتى سمعت صرخة عظيمة , فخرجت فوجدته ممدداً يثعب دماً , فرفعت رأسي فوجدت (قناصرائيل ) وهو أحد قناصة الملائكة , وقد أصابه بطلقة تسمى طلقة (عجائب قدرته ) فعلمت أن ذلك الشاب قد انتقم منه , وجعل عبرة لمن بعده ومن قبله من الثقلين , فجئته أريد أن ألقنه الشهادة فقلت له : قل لا إله إلا الله , فلم يستطع وأخذ يهذي بـ ( بوس الواوا الخ) للمغنية (سَنِيْه خُلع ) نعوذ بالله من الحور بعد الكور.

فرجعت إلى مسجدي ونثرت كنانتي فوجدت أبخر بن زقيل أشدها عوداً , وأعمقها حمقاً , وأجبنها عند اللقاء , فقلت : يا حاجب أطلب لي الأبخر عبد الله بن زقيل ليأتيني الساعة .

(2)

ما هي إلا دقائق حتى دخل عليَّ أبخر بني زقيل , مسرعاً أشعث أغبر يجر رداءه , فما أن وصل إليَّ حتى انكب على جبيني ويدي لثماً وتقبيلا , كما يفعل التلميذ مع شيخه , وقال : لقد أفزعتني سائر هذا اليوم يا شيخي ويا قرة عيني ويا حاجبي عن النار , عندما طلبتني في هذه الساعة , خيراً إنشاء الله ؟ بَشِّرنا يا شيخ هل أُذن لك بالجهاد ؟ فإن رماحنا قد بليت , و (شيئنا ) قد وَهَنَ وأصبح يباباً تذروه الرياح , وقد اشتقنا إلى السبي والسبايا وملاعبة الحسان, بشرنا يا شيخ بشرك الله بالجنان والحور العين والولدان المخلدون , فهل نجهز (شاحن الأير) تعريب السنافي ؟ ثم ارتجل رحمه الله :

يا ريما شبي من ضلوعي حطبكِ ... الخ ( يقصد ريما مكتبي حفظها الله ).

قلت له : أجلس يا أبخر قبحك الله ما أشد شَبَقَك , الأمرُ أشدُ من هذا , والله إني لأخشى أن تصيبنا حجارة من السماء , أو يخسف بنا , أو تزلزل الأرض من تحت أقدامنا , أو أن تصيبنا صاعقةٌ أو رجفةٌ أو صيحة , اللهم سَلِّم سَلِّم , فقال أبخر بني زقيل : وما ذاك يا شيخ حفظك الله ؟ فقلت له : إنها المحاكمة يا بن زقيل , لقد رفع علي بنو علمن أنا ومساعدتنا الشيخه حصه دعوى قضائية يريدون إسكات صوت الحق وطمس وهج النور , فَخَرَ بن زقيل على وجهه مغشياً عليه , فرششناه بماء وسدر فلم يفق , فخشيت عليه أن يهلك أو أن تتلف ما تبقى من خلايا في جمجمته الصغيرة , فلم يكن بدٌ من التدخل السريع برقية (تَفْلَةُ الخَلُوف) لإنقاذه , وهي تختلف طبعاً عن رقية (تفلة الهلاك) حيث أن هناك الكثير من حُدَثَاء العهد بتكنيك (السَّعْبَلة ), يخلطون بين الرقيتين مع اختلافهما (كماً) و ( كيفا) حيث أن الأولى تؤدى عن طريق النفث المباشر للمريض , بمعدل ثلاث وخمسون نفثة في الدقيقة , وكمية صاعٍ من السعابيل المُرَكزة , قيل وما السعابيل المركزة يا ولي الله ؟ قال هي سعابيل تخرج من الحالب , ممتزجة برائحة خلوف فم الصائم , لذا سميت بتفلة الخلوف , تُضخ بقوة سبعين بغلاً نحو صدر المريض , أما تفلة الهلاك فهي تؤدى - بعون الله - بواسطة (لي) أو نحوه , وتعمم السعابيل الجسد كله لذا يسميها البعض ( رقية البستم) لأنها تشبه غسيل البستم في بعض الوجوه , وقد أفاض صاحب كتاب ( مسعبلون ولكن ) بالتفريق بينها , لكثرة الخلط بينهما , والله تعالى أعلم .

وما أن أفاق الأبخر عبد الله بن زقيل من إغماءه , حتى بدء يرغي رغاء البعير الأجرب , فمسحتُ على رأسه وصلعته المتشققة من أثر الجهاد في سبيل الله , وقلت : لا عليك يا أبخر بني زقيل , إنه الابتلاء في سبيل الله , فكما ابتلاك الله بالحُمق والبَلَه والعَتَه ودَمَامَةِ الخَلق , حيث صَبَ الله فيك القبح صباً صبا , ليرى صبرك على قدر الله وقوة بأسك , فقد ابتلاني بلائم العشيرة , وكما قال الشاعر :

إذا رضيت عني كرام عشيرتي **** فلم يزل غضباناً عليّ لئامها

وما أقول إلا كما قال شيخي سلمان العوده عندما سُجن ( اسجنونا وأصلحوا الأوضاع ) قيل وما الأوضاع يرحمك الله قال : ( برنامج في تلفازٍ) أو ( دعوةٌ في مؤتمرٍ) أو ( سفرة مدفوعة الثمن) .

وأهديت له شريط ( الابتلاء) للشيخ عائض بن عبد الله القرني حفظه الله , فسكن روعه وهدأت سريرته .

ثم قلت له : يا بن زقيل هاتف الإخوة في الله من جميع طبقات المجاهدين , وأذِّن بهم بأن لا يُصَلَّيَنَ أحدكم الظهر إلا في دخنة (الموقع الذي توجد فيه المحكمة ).

(3)

أفقتُ من نومتي يوم المحاكمة على هاتف يهتف من أعلى وادي لبن ( الحلزونه يا اما الحلزونه ) كررها خمساً , فعجبتُ من أمر هذا الهاتف , واتصلت على (سليَّم بن خرشان العفطي) وهو مؤول هواتف سيارة تحت التدريب , فقال : الحلزونة هي وعاء معروف عند أهل حمير , تغطس فيه اللحى المجعدة فتسترسل بأمر الله , ولذا يقال : العريفي ذو لحية حلزونية نسبة للوعاء المذكور , وتأويلها - والله أعلم - أمضي يا عبد الله مساعد فخلفك رجالٌ محلوزين اللحى لا يخافون في الله لومة لائم , وأرى أنه هاتف خير وأنها عاجل بشارة المؤمن .

ثم اطلعتُ من كُوة صُفَّتي فرأيت السماء وقد أرعدت وأزبدت , والرياح تأز البيوت أزاً أزاً ,فخشيتُ على الناس , فرفعتُ يديَّ إلى السماء وقلت : اللهم حوالينا ولا علينا , اللهم حلمك على عبادك , اللهم لا تأخذ عبادك بما فعل سفهاء بني علمن , فهدأت الريح وانقشعت السحب فسمي ذلك الدعاء (دعاء الرأفة ) .

فتوضأت ودخلت جامعي , وإذا الجموع قد اكتظت , واللافتات قد رفعت , وسُنْت الحناجر للهتاف , فتجمهر الناس حولي مُقَبِليْن ولاثمين , وحُمِلْتُ على الأعناق , وقد أبتكر الإخوة - جزاهم الله خيراً - طريقة اسلموا فيها تلك الحركة التي يفعلها فسقة الملاعب,عندما يحملون لاعباً أو مدرباً ويرمون به إلى أعلى كما ترمى الكرة , فربط الإخوة لحاهم بعضها ببعض , حتى شكلت شبكة متماسكة من اللحى , ووضعوني فوقها, وأخذوا يرموني إلى أعلى وهم يصيحون ( إنكاااار ... إنكار إنكار إنكار ... إنكار . إنكار ) وهي تعريب ( أولييييه .. إوليه إوليه إوليه ... إوليه ..إوليه ) التي تقال في مدرجات ملاعب فسقة هذا الزمان .

وبعد أن أممتهم بصلاة الفجر , وقنتنا قنوت النوازل , ثم صلينا الضحى بعد أن رَمَضَتْ الفصال , عندها حُمِلتُ على الأعناق من مسجدي إلى المحكمة , والجموع خلفي تزفني نحو (الابتلاء ) حتى وصلنا إلى المحكمة , فوافانا موظفي المحكمة من الأخوة حاسرين عن رؤوسهم ومقصرين , وكأنهم جُرُذٌ مستنفرة , واستقبلونا بالتكبير والتهليل وصاح حاديهم بأهزوجة (مساعد ما حلاه ) والتي تقول :

( ما أحلى ها للوك يا مساعد **** ما أحلى سواكك

ما أحلى سواكك

ما أحلى ها للوك يا مساعد **** ما أحلى سواكك

ما أحلى سواكك

مساعد ما أحلاه

أي والله

الله يرعاه

أي والله

الخ تلك الأهزوجة الطيبة .

http://saif.ittihadfans.com/qarni_5_k/mhla.mp3

(4)

ولجنا المحكمة زرافات ووحدانا , ثم ولجت باب قاعة المحاكمة وإذا بناظر القضية بشر الخُضري واقفٌ يرتجف , وقد ضُرِبَتْ عليه الذِّلة والمسكنة وباء بغض من الله , بعد أن تجرأ على الله بطلبه حضور أحد أولياءه الصالحين – احسب نفسي كذلك ولا أزكي على الله أحدا - فما أن رأني وجموع المجاهدين المحتسبين نلج عليه حتى صاح يولول : يا شيخاه أستحلفك بالله ألا تدعو عليّ , لكن سبق السيف العذل , فقد رفعتُ يديَّ وعقدتُ النية على الدعاء عليه فأصبحت ( تُكَيَّفُ) على أنها نِصْفُ دعوة , فَمُسِخَ نِصْفَهُ (بغلاً أحول) فضجت القاعة بالحوقلة , وتوسط بعض الفضلاء أن أتراجع عن دعوتي و أدعوا الله له , فسبقت رحمتي على غضبي , ومسحت رأسه فانطلق كأنما شد من عقال , حتى أصبح أجمل من وضعه السابق , حتى تقدم لي بعض الفضلاء بعد المحاكمة بمشروع جريء , بأن أفتح عيادات شرعية للتجميل بحيث أدعو على الزبون فيُمْسخُ حماراً أو بغلاً أو ذباباً , ثم أمسح عليه فيعاد خلقه من جديد , وأنت وحظك .

فأصعدني الخضري إلى منصة الحكم , وأجلس المُدَّعُون من الليبراليين في الأرض , منكسي رؤوسهم تغشاهم غمامة من الذل والمهانة , وما أن سُمح لهم بتلاوة دعواهم حتى صاح صائح لا يدرى ما هو : نحري دون نحرك يا شيخ صامطه أو قال يا إمام صامطه (شك الراوي) .

أدرك العلماني الخبيث بأن الأمور ستنقلب على رأسه , فغير أقواله لما سمع القاضي يصرخ في وجهه : قُلْ دعواك قبحك الله , فقال ذلك العلماني : أدَّعي على سماحة الوالد الشيخ مساعد - حفظه الله وسدد خطاه - بأنه كان مُقِلاً في كتابته ومناكفة فساق هذا الزمان , فقد تركهم يجولون بخيلهم ورجلهم بلا احتساب , لذا أطلب الحكم عليه بإلزامه بتكثيف الاحتساب (كماً ) و (نوعاً ( حفظ الله لنا شيخنا وقضاتنا وعدلنا .

عندها حرث القاضي لحيته بيده وقال : يا معاشر بني علمن والله لا يلجن أحدكم المحكمة ويخرج سليم الظهر , لذا وبعد سماعة الدعوى والإجابة , والإطلاع على الأدلة وسماع الشهود , وبعد الاستعانة بالله عز وجل , فقد حكمت عليك أيها العلماني الخبيث بالجلد ألف وجلدتين , وإلزامك بالتطوع لدى مكتب توعية الجاليات بالنظيم , والانتظام بحضور الدروس العلمية العامة للشيخ أبا زقم حفظه الله والموسومة بـ ( زجر العبيط في بيان أحكام التفحيط ), وإلزامك بإكمال اللوك الإسلامي (لحية كثة بوزن سبعة عشر رطلاً+ثوب إلى قرابة نصف الساق+ ساقان معشوشبان متورمان ) , وحكمنا ببراءة الشيخ والشيخه حفظهما الله , رُفعت الجلسة .

كتبه شيخُ المُبْتَلَيْن الأخيار, وإمام المدونين , إمام صامطة ومن حولها الشيخ / مساعد البقمي – قدس الله في العالمين سره وسريرته , ولعن مبغضيه وناشئيه - صامطه